نظمت كلية الزراعة في جامعة القاسم الخضراء
بالتعاون مع مركز ابحاث الحمض النووي في جامعة بابل وعلى منصة نبحث العلمية ورشة عمل حول اهمية البصمة الوراثية في كشف الدلالة والأدلة الجنائية
،تضمنت الورشة التي حاضر فيها السيد ياسر حيدر المولى محاضرة تناولت تعريف البصمة الوراثية وبيان أهميتها
وتحديد خصائصها ومدى مشروعيتها كون ان الھندسة
الوراثية تعد جزءا من الثورة البيولوجية الحديثة التي استطاع الميدان الجنائي الاستفادة من تطبيقاتھا من خلال اكتشاف البصمة الوراثيية عن طريق تحليل الحامض النووي (DNA ،(وقد غير ھذا الاكتشاف
المثير الكثير من مجريات أنظمة القضاء في الدول المختلفة،
وبينت الورشة ان الأثر المادي البيولوجي الذي يشكل جسم الإنسان مصدرا له يعد أساس الأدلة
المادية التي تساعد القضاء على تحديد هوية الأشخاص في مختلف القضايا لاسيما في ظل
البصمة الوراثية (الحمض النوويDNA)
التي تستخدم كدليل علمي للإثبات أمام القضاء ومن ثم تحقيق العدالة التي هي مطلب
الجميع والمسؤول عن تحليل الأثر المادي وتقديمه للقضاء كدليل علمي هم خبراء البصمة
الوراثية .
وتطرقت المحاضرة الى الآثار المادية التي تتبادل
بين جسم وملابس كل من الجاني والمجني عليه مثل آثار الدم والشعر وغيرها فقد يحدث
أن يترك السارق بعض المخلفات من جسمه دون أن يدري في مسرح الجريمة وتصبح دليلاً
قوياً ضده ومن هذه الآثار كلها يمكن عمل البصمة الوراثية والربط بين المتهم
والجريمة ، وبهذا تصبح دليل إثبات قاطع لأن فرصة عدم التطابق في بصمة الحمض النووي
تكاد تكون غير واردة علمياً في كل 100 ألف نسمة توجد حالة واحدة غير مطابقة .
واشارت المحاضرة الى توضيح الخصائص التي تميز البصمة الوراثية والتي
تجعلها تفوق العديد من الأدلة العلمية الأخرى كبصمات الأصابع وفصائل الدم كونها
تعد دليل نفي واثبات تكاد تكون قاطعة وهذا ما لا يتوافر في وسائل الإثبات الأخرى ،فضلا
عن إمكانية تطبيقها على جميع العينات البيولوجية في حالة عدم وجود بصمات أصابع
الجاني ،بينما تكمن
قوة تحليل بصمة DNAفي انه لا يلزم لإجراء الفحص إلا كميات قليلة فقط ، كما إن إمكانية تزويره تصبح
مستحيلة ، وعلى هذا الأساس تم اعتماد هذه البصمة لقوتها في الإثبات او النفي ،
فضلا عن إن الحامض النووي يقاوم عوامل التحلل والتعفن لفترات طويلة تصل سنوات
عديدة ، حيث يقاوم عوامل الحرارة والرطوبة كونه موجود في منطقة صغيرة في الخلية
يطلق عليه (النواة) التي تحتوي على جميع الخلايا ..
وتهدف الورشة الى بيان فاعلية التطبيقات
العملية لتقنية البصمة الوراثية في مجالات كشف هوية الأشخاص لدرجة إن جميع دوائر الأمن المختلفة في العالم تنادي بحتمية
تطبيقها للتعرف على الجاني وكدليل حاسم في الإدانة كونها من انجح
الوسائل العلمية في معرفة حقيقة الجريمة وتحديد نطاق البحث عن المتهمين ومن سرعة
الوصول إلى الجناة لضمان حق المجتمع في أن يكون بأمان وضمان فاعلية القانون ،
اضافة الى حق الفرد في عدم انتهاك خصوصية الإنسان وعدم الاعتداء على سلامته
الجسدية.